يوني هامبرغر | حماية النفس

القيّمة: رافيت هراري

يركز يوني هامبرغر نظره على الوجوه البشرية. منذ شبابه، قبل أن يبدأ دراساته للفن بشكل رسمي، كان يجوب الشوارع ويرسم الشخصيات التي تعترض طريقه، ساعيًا إلى اختراق روح كل شخصية، وكشف دراماها الداخلية، والتقاط "لحظة حاسمة" من الروح. في لوحاته التعبيرية والمعبرة، يسعى إلى نزع الأقنعة، وفك القيود، ولمس ما هو خفي عن الأنظار - ما يغلي تحت سطح الروح واللوحة.

في عام 2016، عاد هامبرغر إلى إسرائيل بعد عقد من العيش والإبداع في نيويورك وفيلادلفيا. أُنجزت أعمال معرض حماية النفس منذ عودته إلى إسرائيل - وهي أعمال فنية شرسة ومعبرة، وأحيانًا جامحة، تعكس على ما يبدو اللقاء المتجدد مع الفضاء الإسرائيلي، المكشوف، والخشن، والعنيف إلى أقصى حد. يجمع هامبرغر بين صور شخصية كبيرة الحجم وتمثيلات مضغوطة للوجوه، تبدو أشبه برسومات هزلية غريبة، تصدم المشاهد بنظرات مباشرة وغير مقيدة.

الألوان قوية، زاهية، متوهجة، تكاد تكون ساطعة، ودائمة التوهج. لا يستخدم هامبرغر الألوان الفسفورية كخيار جمالي فحسب، بل كوسيلة تعبير أساسية أيضًا. لطالما رافقت الألوان الفسفورية أعماله، خالقةً في لوحاته تباينًا بين الإغراء البصري والشعور بالتهديد. من ناحية، تتوهج وتجذب العين وتبدو مبهجة، تردد صدى الضوء الاصطناعي للشاشات والحفلات؛ ومن ناحية أخرى، فهي أيضًا ساطعة وسامة للعين، تُعرّف بأنها علامات تحذير وتمثل الخطر.


سواء نظرنا إلى شخصية واحدة معزولة متأملة أو إلى مجموعة مضطربة من الوجوه المحدقة، فإن لوحات هامبرغر تعمل دائمًا كساحة - ساحة الروح: مكشوفة، عاطفية، وأحيانًا على وشك الانفجار.